أكتوبر 2016 – الدوحة قطر: شق كريستوفر هالفورسين طريقه بسرعة نحو الذهب في السباق على الطرق للرجال دون 23 سنة، في بطولة العالم للدراجات الهوائية على الطرق- الدوحة 2016، في زمن قدره 3:40.53 ساعة. وتوج النرويجي المجهود الرائع الذي قام به فريقه بتخطيه الألماني باسكال إيكرمان، والإيطالي جاكوب ماريسكو في الأمتار الأخيرة، في نهاية جماعية سريعة، وذلك بعد عشر لفات في مسار اللؤلؤة البالغ طوله 15.2 كيلومترا، وبمسافة إجمالية بلغت 165.7 كيلومترا.
وعبر هالفورسين عن سعادته بعد دقائق من اجتيازه خط النهاية قائلاً: "كان فريقي جيداً للغاية، وبذل جهداً خارقاً, وأنا في غاية السعادة، كان المسار مثالياً بالنسبة لي، والفوز بالبطولة كان أهم هدف لي في هذا الموسم."
النرويجي البالغ من العمر 20 عاما، سار على آثار مواطنيه كورت آسل آرفيسين، وسفين إيريك بيستروم، اللذين فازا بلقبي فئة ما دون 23 عاما في عام 1997، وعام 2014. وقد فازت النرويج إلى حد الآن بثلاثة ألقاب عالمية في فئة الرجال دون 23 عاما لتعادل فرنسا في المركز الثاني في تاريخ بطولة العالم. وما تزال إيطاليا تتقدم هذا الترتيب بأربع ميداليات ذهبية.وكان أكيرمان قد حظي بحماية جيدة من زملائه في الفريق الألماني، وبدا على وشك الفوز باللقب العالمي في الخط المستقيم الأخير قبل خط الوصول، غير أن هالفورسين تمكن من تجاوزه في اللحظة الأخيرة على خط النهاية. ويقول الألماني: "لقد كان السباق صعبا وسريعا، وكانت النهاية السريعة في آخر السباق أطول من اللازم بالنسبة لي، لكني سعيد بالطريقة التي أديت بها."
تسلسل الأحداث
بدأ السباق بشيء من التوتر، بسبب تعرض متسابقين للسقوط في الدوارات خلال الكيلومترات الخمسة الأولى. وقد حاول بعض الدراجين الإفلات من الكوكبة، وبعد حوال عشرة كيلومترات كانت مجموعة صغيرة مؤلفة من المتسابقين باسكال إنكهورن الهولندي، وأمانويل غيبريزغابيهير الإريتري، ونونو بيكو من البرتغال هي من حافظت على فارق حقيقي بينها وبين الكوكبة الرئيسية. ووصل تقدم الثلاثي إلى 44 ثانية في العبور الأول لخط الوصول. وفي حين كان الهاربون متقدمين بمسافة جيدة، حاول عدد من الدراجين اللحاق بهم. وكان السويسر باتريك مولر، والكولومبي براين غوميز أول من لحقوا بهم.
وبينما كان دراجو الطليعة الخمسة يقاتلون من أجل المحافظة على تقدمهم، تعرض بيكو للانزلاق، وسقط في منعرج حاد، وفقد الاتصال بالمجموعة. وتمكن من الوقوف ومن ركوب دراجته مجددا، ليلحق بالمجموعة مرة أخرى. وفي الوقت نفسه، تمكن الإيراني مهدي رجبي كابودشميش، والإيرلندي مايكل أولوفلين، والأمريكي غريغوري دانيال، والرواندي جان كلود أوفيزيي من تشكل مجموعة هاربة استمر تقدمها حتى اللفة الأخيرة من السباق.
وقام الروسي بافيل سيلاكوف، والإيرلندي داير فيلي بجهد لمحاولة الهروب عن الكوكبة، غير أنهما لم ينجحا في ذلك. وقد عمل أعضاء كوكبة الطليعة بالتعاون فيما بينهم ونجحوا في رفع تقدمهم إلى ثلاث دقائق، في الوقت الذي لم تكن الكوكبة الرئيسية قد نظمت صفوفها بالكامل. وحاول العديد من الدراجين الهروب، غير أنهم لم ينجحوا في تضييق الهوة بينهم وبين كوكبة الطليعة.
وظلت الأمور على حالها
وقد تعاون دراجو فريقي إسبانيا وكازاخستان في مقدمة الكوكبة الرئيسية في حوالي منتصف السباق. وظلت المعركة مستمرة بالطريقة نفسها، مع استمرار المجموعة الهاربة في الاحتفاظ بفارق ثلاث دقائق. وفي تلك الأثناء بدأت الحرارة المرتفعة والسرعة العالية تؤثر في الدراجين بمؤخرة الكوكبة. وكان الكوستاريكي غابريال مارين أول من انسحب من السباق بأن ترجل من على دراجته بعد أول لفة كاملة، وتبعه آخرون بعد ذلك. وفي الجملة، تمكن 149 متسابقا من مجموع 188 منطلقا، من إنهاء السباق الذي وصلت مسافته إلى 165.7 كيلومترا في جزيرة اللؤلؤة.
ومع تبقي 50 كيلومترا عن النهاية، بدأت الثقة المتبادلة تتراجع بين أعضاء مجموعة الهاربين. بينما تصدر الدراجون النرويجيون طليعة الكوكبة الرئيسية، وهم يعدون الطريق للمرشح القوي لنيل اللقب كريستوفر هالفورسين، الذي كان قد سيطر على النهايات السريعة في طواف المستقبل خلال هذا العام. وبالتعاون مع البريطانيين والإسبان، والكازاخيين، تمكن النرويجيون من أن يسحبوا الكوكبة شيئا فشيئا لتقترب من مجموعة المتصدرين. وقبل ثلاث لفات من نهاية السباق، تراجع الفارق إلى 2.20 دقيقة، ثم إلى 1.36 د.
وكان غيبريزغابيهير أول المتصدرين الذين تراجعوا. فقد عاني الدراج الإيريتري من تقلصات عضلية قوية، وكان عليه أن يترك زملاءه الهاربين يواصلون الطريق بمفردهم في اللفة الثامنة. وسرعان ما لحقت به الكوكبة الملاحقة. وكان براين غوميز ثاني المتراجعين من الهاربين، وفي اللفة قبل الأخيرة، قام نونو بيكو بهجوم. غير أنه لم يجد مجالا للهروف، وعند التوجه إلى اللفة الأخيرة، كان الهاربون السبعة ما يزالون يحتفظون بفارق 22 ثانية، غير أن كتيبة النرويجيين القوية كانت تلاحقهم قرب خط النهاية.
الاستعراض الأخير
وفي اللفة النهائية، استسلم رجبي كابودشماش وإنكهورن قبل ثواني فقط من لحاق الكوكبة بزملائهما قبل نهاية السباق بعشرة كيلومترات. وكانت النرويج ما تزال في الطليعة، مع فرق فرنسا والدنمارك وألمانيا التي كانت تتصيد الفرصة في الصف الثاني. ورفع الفرنسيون والألمان نسق السباق في الكيلومترات الخمسة الأخيرة، غير أن القطار النرويجي سرعان ما عاد إلى الصدارة بعد أن مر بجانب العلم الأحمر المعلن عن الكيلومتر الأخير. وكانت النهاية السريعة عبارة عن صراع متقارب بين أكيرمان وهالفورسين، غير أن الدراج النرويجي كان في مستوى التوقعات.